الرياض - كتبت رنا صلاح - أعلنت الجهات البلدية في المملكة العربية السعودية عن مجموعة من الاشتراطات الجديدة التي تغير جذريًا طبيعة عمل البقالات ومحتوياتها واشتراطات تفرض واقعًا جديدًا أكثر تنظيمًا، لكنها في ذات الوقت أثارت نقاشًا واسعًا بين مؤيد ومعارض لا سيما بعد إعلان منع بيع منتجات اعتاد عليها المواطن والمقيم في البقالات مثل: الدخان، التمور، الخضار، الفواكه، مستحضرات التجميل، والمكسرات غير المعبأة للرصب بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

من اليوم .. منتجات أساسية تختفي من رفوف البقالات بقرار رسمي صارم في السعودية

ربما يعد هذا القرار هو الأكثر إثارة للجدل، فالسجائر تُباع تقليديًا في البقالات الصغيرة منذ عقود لكن ومع تصاعد جهود الحكومة في مكافحة التدخين والحد من انتشاره، جاء القرار ليواكب أهداف "رؤية 2030" الصحية. الهدف المعلن: تقليل إتاحة الدخان للشباب والمراهقين الذين يستطيعون شراؤه بسهولة من البقالات القريبة من المدارس والمنازل. بموجب القرار، سيقتصر بيع منتجات التبغ على المحلات المرخصة والمتخصصة، وهو ما يعني أن الحصول على السجائر لن يكون متاحًا بنفس السهولة التي كانت في السابق. من الناحية الاقتصادية، قد يؤثر القرار سلبًا على أرباح بعض البقالات التي كانت تعتمد على مبيعات الدخان كدخل ثابت، لكنه في المقابل يعزز من ضبط سوق بيع التبغ ويقلل من التجاوزات غير القانونية.

منع بيع التمور في البقالات

التمر منتج تراثي يرتبط بثقافة المملكة وعاداتها لكن قرار منع بيعه في البقالات لا يعني تهميشه أو التقليل من قيمته، بل يأتي في إطار تنظيم السوق وحماية المستهلك. البقالات لا تملك البنية التحتية المناسبة لحفظ التمور بطريقة تضمن سلامتها وجودتها لفترات طويلة، خاصة في فصل الصيف. البلديات تهدف من القرار إلى حصر بيع التمور في محلات متخصصة قادرة على حفظها وتعبئتها وفقًا لاشتراطات صحية دقيقة. وبالتالي، فإن الهدف هنا هو رفع جودة المنتج المقدم للمستهلك، ومنع التمور المعروضة بطريقة غير صحية والتي قد تُسبب أضرارًا غذائية.

منع بيع الخضار والفواكه في البقالات

مشهد الخضروات والفواكه المرصوصة عند باب البقالة لن يكون مألوفًا بعد الآن. القرار يعكس توجهًا واضحًا للفصل بين الأنشطة التجارية، وعدم خلط بيع الأغذية الطازجة غير المعبأة مع منتجات البقالات الأخرى. البقالات في معظم الأحيان تفتقر للتبريد، والتخزين الصحيح، والمراقبة اليومية التي تحتاجها الخضار والفواكه. الأمر لا يتعلق بمنع البيع فقط، بل بتنظيم الأسواق وحماية الصحة العامة من التلوث والفساد الغذائي. سيُسمح فقط لمحلات الخضار والفواكه المتخصصة، أو الأسواق الكبيرة التي تملك التراخيص اللازمة، بمواصلة بيع تلك المنتجات.

منع بيع مستحضرات التجميل في البقالات

رغم أن مستحضرات التجميل كانت تُباع في بعض البقالات بشكل غير رسمي أو محدود، فإن القرار الأخير يؤكد حصر هذا النشاط في المحلات المتخصصة فقط. السبب الرئيسي هنا هو صحة المستهلك، فالعديد من تلك المنتجات كانت تُباع دون رقابة، وربما دون معرفة بمصدرها أو تاريخ صلاحيتها. عدم توفر شروط التخزين المناسبة في البقالات قد يؤدي إلى فساد المواد أو تغير خصائصها الكيميائية، ما يجعل استخدامها خطرًا على البشرة والجسم. وهنا يأتي القرار ليؤكد على أهمية الموثوقية والمهنية في بيع مستحضرات التجميل، باعتبارها سلعًا حساسة يجب التعامل معها بوعي ومسؤولية.

منع بيع المكسرات غير المعبأة في البقالات

هذا القرار يُركز على جانب صحي بحت. المكسرات غير المعبأة غالبًا ما تُعرض مكشوفة أو في أوعية بلا تغطية محكمة، ما يجعلها عرضة للغبار، البكتيريا، والحشرات. إضافةً إلى ذلك، هناك مشكلات في تتبع مصدر تلك المكسرات أو معرفة طريقة تحميصها وتخزينها، ما قد يؤدي إلى أضرار صحية محتملة. من خلال المنع، تسعى البلديات لتوفير مكسرات مغلفة بطريقة صحية في أماكن مختصة، ما يرفع من مستوى سلامة الغذاء في السوق المحلي.