الرياض - كتبت رنا صلاح - تترقب أنظار المواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية مطلع كل شهر ميلادي، انتظاراً لإعلان شركة أرامكو السعودية عن مراجعتها الشهرية لأسعار الوقود، والتي تشمل البنزين بنوعيه 91 و95، إضافة إلى الديزل والكيروسين وغاز البترول المسال . ومع دخول شهر أكتوبر 2025، تصدر أرامكو بيانها المنتظر الذي يوضح الأسعار المعتمدة رسميًا حتى العاشر من نوفمبر، وسط ترقب واسع لما إذا كانت الأسعار ستشهد ارتفاعًا أو استقرارًا أو ربما انخفاضًا بعد أشهر من التذبذب في الأسواق العالمية لثتنم بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
أرامكو تفاجئ السعوديين: أسعار البنزين لشهر أكتوبر تُشعل الجدل!
- تعد أرامكو السعودية الجهة المسؤولة رسميًا عن تحديد أسعار الوقود في المملكة. وتُعلن الشركة الأسعار الجديدة في اليوم العاشر من كل شهر ميلادي، ليبدأ تطبيقها في اليوم التالي مباشرة (أي في 11 من الشهر). ويأتي هذا الإجراء في إطار السياسة التي تتبعها المملكة لمواءمة أسعار الطاقة المحلية مع حركة السوق العالمي للنفط، بما يعزز الاستدامة المالية ويحافظ على التوازن بين مصلحة المواطن واستقرار الاقتصاد الوطني.
- منذ اعتماد آلية المراجعة الشهرية في عام 2020، أصبحت الأسعار أكثر شفافية وتحديثًا، ما سمح بتقييم دقيق لتقلبات السوق العالمية دون تأخير، وهو ما انعكس على وعي المستهلك السعودي الذي بات يتابع الأسعار باهتمام شهري كما يتابع أخبار الطقس أو الذهب.
أسعار البنزين لشهر أكتوبر 2025
وفق إعلان أرامكو السعودية الرسمي، جاءت أسعار البنزين في أكتوبر 2025 كما يلي:
- بنزين 91: 2.18 ريال سعودي لكل لتر.
- بنزين 95: 2.33 ريال سعودي لكل لتر.
- الديزل: 0.63 ريال سعودي لكل لتر.
- الكيروسين: 0.81 ريال سعودي لكل لتر.
- غاز البترول المسال: 0.90 ريال سعودي لكل لتر.
لماذا لم تتغير الأسعار هذا الشهر؟
رغم توقعات بعض المحللين بارتفاع محتمل نتيجة الاضطرابات في أسواق الطاقة العالمية، فإن قرار أرامكو بتثبيت الأسعار جاء بناءً على معايير دقيقة، أهمها:
- استقرار سعر برميل النفط عالميًا في حدود 86 إلى 90 دولارًا خلال الأسابيع الأخيرة، وهو مستوى مقبول لا يضغط على ميزانية الدولة ولا يرهق المستهلك.
- تراجع الطلب الموسمي على الوقود بعد انتهاء موسم السفر الصيفي داخل المملكة.
- السياسة المالية المتوازنة التي تتبعها الحكومة السعودية في ضبط أسعار الطاقة لتجنب التذبذب الكبير في السوق المحلي.
- التوجه البيئي والاقتصادي نحو تحسين كفاءة استهلاك الطاقة وتشجيع الاعتماد على المركبات الهجينة والكهربائية مستقبلًا.
تأثير الأسعار على المواطنين والمقيمين
- تثبيت الأسعار هذا الشهر يُعد أنباءً إيجابية بالنسبة لأصحاب السيارات والمشروعات الصغيرة التي تعتمد على النقل البري. فالمواطن السعودي الذي يستهلك بنزين 91 في تنقلاته اليومية، سيستمر في الدفع بالمعدل ذاته دون زيادة، مما يعني ثبات في تكاليف المعيشة والنقل. كما أن المقيمين والعاملين في مجالات التوصيل والنقل سيستفيدون من هذا الاستقرار، خاصة مع تزايد استخدام التطبيقات الذكية التي تعتمد بشكل مباشر على أسعار الوقود في حساب أرباحها.
- أما على مستوى المشروعات الصناعية والخدمية، فإن ثبات أسعار الديزل يعني استمرار استقرار تكاليف التشغيل في قطاعات مثل النقل الثقيل والمولدات والمعدات الزراعية، مما ينعكس إيجابًا على استقرار الأسعار النهائية للسلع والخدمات في السوق المحلي.
أرامكو بين السوق العالمي والاستراتيجية الوطنية
- تتحكم أرامكو السعودية في واحدة من أكبر شبكات إنتاج وتوزيع النفط في العالم، وتلعب دورًا محوريًا ليس فقط كمزود محلي للطاقة، بل كمحرك أساسي في الاقتصاد الوطني. وتأتي مراجعة أسعار البنزين الشهرية كجزء من استراتيجية رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى رفع كفاءة الدعم، وتحقيق توازن بين الأسعار العادلة للمستهلك والعائد الاقتصادي للدولة.
- ومن الملاحظ أن الشركة تتبع نهجًا متوازنًا بين الالتزام بالسوق العالمية وحماية المواطن من التقلبات الحادة. ففي حال ارتفع سعر النفط عالميًا بشكل مفاجئ، لا تعكس أرامكو ذلك فورًا على المستهلك المحلي، بل تُدرج الزيادة تدريجيًا بما يتناسب مع القدرة الشرائية داخل المملكة.