نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر انفراد| أستاذ الدراسات الإسرائيلية المساعد يكشف "كارثة" تخفيها بريطانيا بشأن الاعتراف بفلسطين (وثائق) في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - بريطانيا، إحدى الدول العظمى، تلك التي منحت أشخاص لا يستحقون لأرض لا يملكونها وهنا القصد على " وعد بلفور".
فمنذ بدايات القرن الماضي، وتحاول المملكة المتحدة أن تلعب دورا ليس لها علاقة به، فتطوع جيمس بلفور بتقديم وعد لليهود على الرغم من كونهم أقلية لاتذكر آنذاك بأن يكون لهم حق في الأراضي الفلسطينية عام 1917 ومن ثم ظهر وعد بلفور والملقب بـ "وعد من لا يملك لمن لا يستحق".
فوعد بلفور أو تصريح بلفور هى عارة عن الرسالة اللى أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل والتر دى روتشيلد يشير فيها لتأييد حكومة بريطانيا لإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين؛ والتي كانت بمثابة خطوة رئيسية نحو إنشاء دولة إسرائيل.
وعلى الرغم من ذلك، لا تزال بريطانيا تحاول دعم إسرائيل حتى في الخفاء وإظهار المساعدة لفلسطين ولكنها تستخدم مصطلح "دس السُم في العسل"، ولكن كيف حدث هذا الأمر؟.

نزع السلاح من حماس
فبالتزلمن مع قمة السلام التي انعقدت أمس داخل مدينة شرم الشيخ والتي ترأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعديد من القادة ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، نجد أن ستارمر تحدث عن عملية السلام في غزة بعد اسبوعين فقط من الاعتراف الاخير للمملكة المتحدة بفلسطين.
وقال ستارمر: "التحدي الآن هو الغد والتنفيذ، وبالتالي فإن الأمس تاريخي، لكن ما يحدث غدًا هو الأهم ولهذا السبب، ناقشت مع القادة طوال اليوم الدور الذي يمكننا القيام به، ونحن، المملكة المتحدة على وجه الخصوص، يمكننا أن نلعب دورًا في مراقبة وقف إطلاق النار، ولكن أيضًا في نزع سلاح حماس وقدراتها، بالاستفادة من تجربتنا في أيرلندا الشمالية".
ولأول مرة، أدرجت الحكومة البريطانية في خرائطها الرسمية على مختلف منصاتها الإلكترونية، الدولة الفلسطينية بدلا من ذكر "الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وذلك إثر إعلان رئيس الوزراء كير ستارمر الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، في خطوة تزامنت مع اعتراف مماثل من قبل كندا وأستراليا وذلك قبل إسبوعين.

ولكن الحقيقة تكمن في التفاصيل، فكيف تعترف حاليا بريطانيا بفلسطين وحدودها وهي منذ عام 1947 معترفة بها، هذا ما سوف تكشف عنه الدكتورة دعاء سيف الدين أستاذ الدراسات الإسرائيلية المساعد بكلية الألسن جامعة عين شمس خلال حوار تنفرد به بوابة "دوت الخليج".
وكان نص الحوار كما يلي:
هل من الممكن أن تكون قمة السلام في شرم الشيخ خطوة على طريق الاعتراف بحل الدولتين؟
"دعيني ألقي الضوء في البداية على أن المؤسسة العسكرية في إسرائيل، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كانت تسعى بالفعل إلى أخذ القطاع بالكامل وضمه إلى حدود إسرائيل، وهو انعكاس لصعود التيار الحريدي المتدين المتشدد، والذي يرى في استمرار الحرب المقدسة، على حد زعمهم، أمر ديني، لا يقبل التأويل أو الرفض، وأنه يتعين على كل جندي القتال من أجل الوصول لهذا الحلم. ومن ضمن ما صرحت به المؤسسة الحاخامية في إسرائيل "لا تهتموا بسكان غزة المدنيين وقت الحرب، عليكم الاعتداء عليهم بكل قسوة، لا تأخذكم بهم رأفة أو شفقة، عليكم فقط حماية مواطنينا وجنودنا".
وعلى الرغم من كل تلك المزاعم والادعاءات الواهية التي لا سند لها، تلاشى هذا الحلم الصهيوني على أرض الواقع بسبب الجهود المصرية الرامية إلى إرساء السلام في منطقة الشرق الأوسط، ولعبت مصر دور الوسيط، ذي القوة الإقليمية القوية في ترسيخ مبادئ السلام ونبذ العنف، والإعلاء من شأن القضية الفلسطينية ورفض التهجير جملة وتفصيلا، وإعادة إعمار غزة من جديد".

وماذا عن حل الدولتين واعترافات الدول العظمى وعلى رأسهم بريطانيا بفلسطين؟
"أما بالنسبة لخطوة حل الدولتين، أعتقد سيكون لقمة شرح الشيخ عظيم الأثر في هذا الأمر، لا سيما الدور القيادي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والذي أشاد به الرئيس ترامب اليوم مرارًا وتكرارًا في كلمته التي ألقاها في قمة السلام ويتبقى فقط إعلان الدولة الفلسطينية".

هل كان الاعتراف البريطاني بفلسطين وحدودها أمرا حديث العهد؟
"لم يكن الاعتراف البريطاني حديث العهد، ففي الماضي إذا عدنا للوراء حتى قرار التقسيم 181 لسنة 1947م، أعلنت بريطانيا تقسيم مساحة فلسطين التاريخية بين اليهود والفلسطينيين؛ بحيث تكون النسبة الأكبر للجانب الإسرائيلي (57%)، مقابل (42%) فقط للجانب الفلسطيني كما هو موضح في الخريطة المنشورة في "
https://www.palquest.org/ar/highlight/273/%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%B3%D9%8A%D9%85-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%8C-29-%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%86%D9%88%D9%81%D9%85%D8%A8%D8%B1-1947
، فالمساحة الخضراء تمثل إسرائيل، أما المساحة الصفراء فتمثل فلسطين، والتي أسماها في مفتاح الخريطة باللغة الإنجليزية "عرب"، تعبيرًا سابقًا للصهيوني الأمريكي ستيفن وايز بأنهم عرب فلسطين".

"ومع اتفاقية القرن، تم الإعلان عن إقامة دولة فلسطينية، شريطة الموافقة على هذا المقترح خلال ثلاث سنوات فقط من تاريخ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عنها في 29 يناير 2020م، والتي وتضمن الخطة استمرار السيطرة الإسرائيلية على معظم الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967م، وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية؛ وأن تكون الدولة الفلسطينية هي فقط الجزء الأخضر من الخريطة التي تم نشرها على موقع "
https://ecfr.eu/about/
" وهي عبارة عن مدن متفرقة بعيدة عن بعضها البعض، يربط بينها جسر مشاه، أو خط سكة حديدية فقط، أما بقية المساحة فهذه لدولة إسرائيل، وهو الأمر الذي رفضته كافة الفصائل الفلسطينية آنذاك".

وماذا عن الاعتراف الأخير للمملكة المتحدة؟
“بالفعل، فمع مرور الوقت أعلنت بريطانيا عن اعترافها بدولة فلسطينية، ذات سيادة، ويعقب هذا الخبر نزول خريطة ملاحية يتضح فيها لأن مرة اسم فلسطين على الخريطة باللغة الإنجليزية، على كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن هذه المرة بمساحة أقل بكثير من المساحتين الماضيتين في عام 2020م، ومن قبلها عام 1947م، بل ونجد المفارقة في الخريطة بضم الجولان السورية داخل حدود إسرائيل الحالية، كما هو موضح بالخريطة التي تم نشرها على
https://www.gov.uk/foreign-travel-advice/palestine
، وهذا الأمر اتضح في خطاب نتنياهو داخل الكنيست الإسرائيلي أمس عندما شكر الرئيس الأمريكي ترامب على أمرين الأول هو الاعتراف بالقدس عاصمة دائمة لإسرائيل والثاني هو ضم الجولان داخل حدود إسرائيل".

هل يكون دخول ترامب على خارطة إعمار غزة بداية لوقف نهائي للحرب ووضع نتنياهو أمام الأمر الواقع؟
"دخول الرئيس الأمريكي في مفاوضات السلام أتوقع أنه جاء في المقام الأول رد فعل للدور المصري الرائد في منع التهجير، وتبني مسألة حل الدولتين، يلي ذلك إعطاء شرعية لرئيس الوزراء الإسرائيلي من جديد داخل المجتمع الإسرائيلي، وهذا اتضح عندما طلب من رئيس الدولة يتسحاق هرتسوج أن يصدر قرارًا بالإعفاء من نتنياهو وإسقاط كافة التهم المنسوبة إليه".

بعد حضور ماكرون وبعض الرؤساء مؤخرا بفلسطين، هل يمكن أن نرى فتح سفارات داخل القدس كعاصمة لفلسطين؟
"هذا الأمر كما سبق وذكرت يتوقف على الاعتراف بدولة فلسطينية على أي حدود بالتحديد، وما الذي ستصل إليه المساعي القادمة من أجل الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف".