الرياض - كتبت رنا صلاح - أكد المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، الخميس، أن عدد الجثامين التي تم استلامها حتى الآن عبر الصليب الأحمر بلغ 195 جثمانا، موضحا أن هذه الجثامين كانت في حالة صعبة جدا واحتُجزت منذ قرابة عامين على الأقل، وتحديدا منذ شهر تشرين الأول 2023.
تدمير الاحتلال مختبرات الـ DNA يعيق التعرف على جثامين الشهداء
وقال البرش إن من بين الجثامين شهداء تم التعرف عليهم، وهم ممن دخلوا في السابع من تشرين الأول الماضي، إضافة إلى آخرين اختطفهم الاحتلال الإسرائيلي في تلك الفترة وأعيدت جثامينهم لاحقا.
وأشار إلى أن الجثامين تحمل علامات واضحة للتنكيل والضرب والسحق تحت المجنزرات، مع تكبيل الأيدي وتعصيب العينين، لافتا إلى أنه تم التعرف حتى الآن على 57 جثمانا من الشهداء، فيما تم دفن 54 جثمانا لم يتم التعرف عليها من إجمالي العدد الكلي البالغ 195 جثمانا.
وشدد البرش على أنه رغم وجود تشويه كبير في الجثامين، إلا أنه لا توجد أي سرقات أعضاء، موضحا أن معظم الجثامين التي تم استلامها الأربعاء الماضي كانت مهمشة ومحطمة نتيجة تعرضها لما يُعرف طبيا بـ "الوقوع بين قوتين متعاكستين" أي بين الأرض وآلية ثقيلة ما أدى إلى تهشم عظام الوجه والصدر بشكل عنيف جدا، إضافة إلى وجود تمثيل واضح بالجثث.
وأوضح أن فحص الحمض النووي (DNA) غير ممكن في الوقت الراهن بسبب تدمير الاحتلال المختبرات بشكل كبير، مشيرا إلى أن ذوي الشهداء تعرفوا على جثامين أبنائهم من خلال الملامح أو بعض المتعلقات الشخصية.
وأضاف البرش أن هناك عبثا واضحا في بعض الجثامين، سواء من خلال التشريح أو إطلاق النار المباشر أو الإحراق بعد القتل، مؤكدا أن ما ظهر على الجثامين يعكس مدى وحشية الاحتلال وساديته في العبث بجثث الشهداء بعد قتلهم.
وبيّن أن معظم الجثامين كانت محفوظة في ثلاجات يعتقد أنها داخل سجن أو معتقل "سيدي تمان" سيئ السمعة، حيث كانت تحمل أرقاما تسلسلية تشير إلى أنه تم احتجازها هناك.
وأوضح البرش أن الخطوات الطبية الجارية تشمل أخذ عينات للطب الشرعي والاحتفاظ بها، ودفن الجثامين في مقبرة خاصة بالمجهولين إلى حين توفر إمكانات التعرف عليهم مستقبلا.
وأكد أن وزارة الصحة طالبت بإجراء تحقيق دولي مستقل بإشراف الأمم المتحدة، لمعرفة ظروف اعتقال هؤلاء الشهداء وكيفية قتلهم والمعاملة التي تعرضوا لها.