الرياض - كتبت رنا صلاح - جدّد مارك سافايا، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العراق، دعم الولايات المتحدة للمؤسسات الأمنية العراقية التي وصفها بـ «الشرعية»، مشيراً إلى أن الشراكة بين الجانبين حققت تقدماً مهماً خلال السنوات الماضية.
مبعوث ترامب: ندعم المؤسسات الأمنية الشرعية في العراق
وكتب في «تدوينة» له يقول: «لطالما دعمت الولايات المتحدة المؤسسات الأمنية الشرعية في العراق. من الجهود المشتركة لهزيمة «داعش» إلى مواجهة التأثير الخبيث وتعزيز الاستقرار الإقليمي».
وأكد «إحراز تقدم حقيقي في هذا المجال»، مشدداً على «وجود حاجة ماسة إلى إصلاحات أساسية».
وأشار إلى أنه «لا تزال الشركات الأمريكية، التي قدمت مليارات الدولارات من المعدات والدعم من الدرجة الأولى، شركاء رئيسيين في تعزيز أمن العراق وسيادته».
وعلّق السياسي العراقي ليث شبر على «تدوينة» المبعوث الأمريكي يقول: «الولايات المتحدة تتحدث عن دعم المؤسسات الأمنية العراقية، لكن الحقيقة أن العراق لم يستفد من هذا الدعم بقدر ما دفع ثمن السياسات المتناقضة التي أبقت دولته بلا قرار موحّد».
وأضاف: «شاركنا معاً في هزيمة «داعش»، لكن من أبقى مصادر الفساد، ومراكز السلاح الموازي، ومساحات النفوذ الخارجي داخل مؤسسات الدولة؟ ومن تعامل مع العراق كملف أمني لا كدولة كاملة السيادة؟» مبيناً إن «الحديث عن (التقدّم) لا يكتمل ما دامت واشنطن تتجاهل القوى الوطنية العراقية، ولا تستمع إلا لمن يمسكون بالسلطة اليوم».
وأشار إلى أنه «أمّا الشركات الأمريكية التي قدّمت مليارات الدولارات من المعدات، فالعراقيون يعرفون جيداً أن تلك المليارات لم تُبنِ جيشاً محترفاً ولا أمنًا مستقراً، بل ذهبت في عقودٍ لم تُدِرها الولايات المتحدة بالصرامة التي تتحدث عنها الآن». واعتبر أن «العراق لا يحتاج موعظة عن الإصلاح، بل يحتاج اعترافاً بأن الشريك الحقيقي هو الذي يحترم إرادته، ويتعامل مع كل قواه الوطنية، لا مع جهة واحدة تُعيد إنتاج الأزمة كل دورة انتخابية»، مؤكداً أن «هذا هو جوهر العلاقة إن أرادت واشنطن أن تفهم العراق كما هو. لا كما تتصوّره».
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن مايكل ريجاس، نائب الوزير، سيزور أربيل لافتتاح المجمع الجديد لقنصلية الولايات المتحدة.
وقالت في بيان لها، إن ريجاس سيزور أربيل بين 27 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري و5 من شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل، ضمن جولة إقليمية. وفي السادس من شهر تموز/ يوليو 2018، وضع الحجر الأساس لمبنى القنصلية الأمريكية الجديد في أربيل والتي تقع على طريق مصيف صلاح الدين، بمساحةٍ إجمالية تبلغ 206 آلاف متر مربع.
وعملت شركة أي واي بي الأمريكية على بناء القنصلية الجديدة، ومن المقرر توظيف نحو 1000 شخص في القنصلية ضمن مجالات مختلفة.
ويضم المبنى الجديد نظام حماية من الهجمات الجوية والصاروخية، وأنظمة الدفاع الجوي لمواجهة هجمات الطائرات من دون طيار والصواريخ، فيما لو حدثت.
وتتألف القنصلية الجديدة من عدة مبانٍ ومكاتب، فضلاً عن مساحة خضراء كبيرة ومواقف للسيارات، وتعتبر أكبر قنصلية أمريكية في العالم.
في الأثناء، أكد زعيم الحزب «الديمقراطي» الكردستاني، مسعود بارزاني، لوفد أمريكي رفيع المستوى، على وجوب ارتكاز الحكومة العراقية الجديدة على الدستور.
وفي بيرمام في أربيل، استقبل بارزاني مساء الثلاثاء، وفداً أمريكياً برئاسة جوشوا هاريس، القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد، بحضور القنصل الأمريكي بأربيل، غويندولين غرين.
وأكد بارزاني، حسب بيان لمكتبه، أن «تشكيل الحكومة الجديدة ينبغي أن يعكس إرادة جميع الشعب العراقي، ويرتكز على الدستور».
أما فيما يتعلق بإقليم كردستان، فأشار إلى «استمرار الحوارات بين جميع الأطراف الكردستانية بهدف تشكيل الكابينة الجديدة لحكومة إقليم كردستان».
فيما قدّم القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية في بغداد تهانيه إلى الرئيس بارزاني لـ«نجاح انتخابات مجلس النواب العراقي»، معرباً عن شكره لجهود بارزاني «من أجل إنجاح العملية الانتخابية»، حسب البيان.
وتطرق هاريس إلى «الخطوات التي تتخذها الأطراف السياسية العراقية بعد الانتخابات من أجل تشكيل الكابينة الجديدة للحكومة الاتحادية في العراق، إضافة إلى العلاقات بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية».
كما ناقش المجتمعون «التغييرات والتحديات التي تشهدها المنطقة بشكل عام»، حيث اتفقا على «تعزيز ومواصلة العلاقات بين الولايات المتحدة وإقليم كردستان والعراق».
في السياق ذاته، بحث رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني وهاريس نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة في العراق ومستقبل العملية السياسية في البلاد.
وجرى خلال اجتماع «بحث علاقات الولايات المتحدة مع العراق وإقليم كردستان، ونتائج انتخابات مجلس النواب العراقي، ومستقبل العملية السياسية في البلاد، والأوضاع الداخلية في إقليم كردستان»، وفقاً للبيان.
وأكد الجانبان على «تعزيز علاقات الولايات المتحدة مع العراق وإقليم كردستان، كما اتفقا في الرأي على أن المصالح والقيم المشتركة تربط الولايات المتحدة بالعراق وإقليم كردستان. وفي هذا السياق، ناقشا مجالات التعاون بينهما».
وحسب البيان، عدّ الجانبان إجراء ونجاح انتخابات مجلس النواب «خطوة مهمة وإيجابية»، وأعربا عن أملهما في أن تكون «سبباً لتقدم العملية السياسية في البلاد، وأن تكون مستجيبة لمطالب وتطلعات المواطنين».
وشكلت العلاقات بين أربيل وبغداد، وأهمية وحدة صف الأطراف الكردستانية في إقليم كردستان والعراق، وأوضاع المنطقة بشكل عام، محوراً آخر للاجتماع.
