الرياض - كتبت رنا صلاح - في تطور مفاجئ لأحد أبرز الملفات القضائية والأمنية في لبنان، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن الفنان فضل عبد الرحمن شمندر، المعروف باسم "فضل شاكر"، قام بتسليم نفسه مساء أمس السبت، الرابع من تشرين الأول/أكتوبر، إلى مديرية المخابرات عند مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا.
بيان رسمي لبناني بعد تسليم فضل شاكر للجيش
وفي بيان رسمي ، أكدت قيادة الجيش يوم الأحد أن هذه الخطوة جاءت نتيجة لسلسلة من الاتصالات بين الجيش والجهات المعنية، مشيرة إلى أن التحقيق مع شاكر قد بدأ فوراً تحت إشراف القضاء المختص.
يأتي تسليم شاكر لنفسه بعد أكثر من 12 عاماً من تواريه عن الأنظار داخل مخيم عين الحلوة، على خلفية تورطه في "أحداث عبرا" الدامية التي وقعت في حزيران/يونيو 2013.
وقد تزامنت هذه الخطوة مع تداول أنباء عن تدخل دولة خليجية لم تُسمَّ، بهدف المساعدة في تسوية ملفه القانوني والعسكري وإنهاء معاناته.
تعود جذور القضية إلى الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين أنصار جماعة الشيخ المتشدد أحمد الأسير، التي كان شاكر من بين مناصريها، وبين الجيش اللبناني في بلدة عبرا قرب صيدا.
وأسفرت المعارك عن مقتل 18 عسكرياً و11 مسلحاً، وانتهت بسيطرة الجيش على المجمع الأمني للجماعة.
ومنذ ذلك الحين، أُدرج شاكر على لوائح المطلوبين للقضاء، وصدرت بحقه مذكرات توقيف. وكان القضاء العسكري قد أصدر حكمين غيابيين بحقه في عام 2020:
الحكم الأول: السجن 15 عاماً بالأشغال الشاقة بتهمة "التدخل في أعمال الإرهاب".
الحكم الثاني: السجن 7 سنوات بالأشغال الشاقة وغرامة مالية بتهمة "تمويل جماعة الأسير المسلحة".
وكان شاكر قد أكد مراراً عبر وكلائه القانونيين براءته من تهمة إطلاق النار على الجيش اللبناني، وهو ما من المتوقع أن يتم التحقيق فيه مجدداً بعد تسليمه نفسه.