نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر في ذكرى ميلاده.. عماد حمدي أيقونة صنعت ملامح السينما المصرية في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - وُلد الفنان الكبير عماد حمدي في 25 نوفمبر 1909 ولم يكن طريقه إلى التمثيل مباشرًا فقد بدأ حياته موظفًا في استوديو مصر متدرجًا بين وظائف الحسابات والإنتاج والتوزيع ورغم انخراطه في العمل الإداري ظل حلم التمثيل يلازمه إلى أن شارك في مجموعة من الأفلام الدعائية لوزارة الصحة لتكون أول خطوة نحو اكتشاف موهبته.
أنطلاقة تضعه في الصفوف الأمامية
و جاءت نقطة التحوّل مع فيلم السوق السوداء الذي كشف حضور فني مختلف وقدرة على أداء الأدوار المركّبة بعمق وهدوء ومنذ تلك اللحظة أصبح واحدًا من أبرز الوجوه التي تعتمد عليها السينما خاصة بفضل أسلوبه القائم على الأداء الرصين والصوت الدافئ الذي ميّزه بين جيله.
مَلك الشخصيات المتنوعة
لم يقتصر إبداع عماد حمدي على نمط واحد من الشخصيات بل قدّم طيفًا واسعًا من الأدوار منها الحبيب الرومانسي في بداياته والشاب المحافظ الذي يلهم المشاهد بتوازنه وهدوئه والأب المكافح في أم العروسة أحد أشهر أدواره وأقربها إلى الجمهور والأب المستهتر والنماذج الواقعية المتخبطة والمدير الظالم وصور السلطة القاسية وشخصية شرارة الشهيرة في فيلم أميرة حبي أنا مع سعاد حسني وحسين فهمي والتي أثبتت مرونة أدائه وقدرته على خلق شخصية لا تُنسى
.
مسيرة تمتد لنصف قرن وإرث يصعب تكراره
على مدار ما يقرب من خمسين عامًا ترك عماد حمدي رصيدًا فنيًا ضخمًا يضم نحو 450 فيلمًا سينمائيًا و50 مسلسلًا تلفزيونيًا و20 عملًا مسرحيًا كما خاض تجربة الإنتاج ليؤكّد أن عشقه للسينما كان أكبر من أن يقتصر على جانب واحد من الصناعة
تكريمات تليق بمسيرة نادرة
حصد الفنان الكبير سلسلة من الجوائز والأوسمة التي توثّق مكانته أبرزها وسام الفنون والأدب من الدرجة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر والجائزة الأولى للتمثيل عن دوره في فيلم المذنبون خلال مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي وسط منافسة من 40 دولة ووسام الفنون والعلم من الدرجة الأولى تقديرًا لعطائه الاستثنائي
رحيل جسد… وبقاء فنان لا يغيب
في 28 يناير 1984 رحل عماد حمدي عن عمر ناهز 74 عامًا إثر أزمة قلبية حادة لكنه ترك إرثًا فنيًا باقيًا في ذاكرة السينما العربية لا تطاله الأيام وما زالت أدواره تُدرّس بوصفها نموذجًا للأداء الهادئ العميق الذي يصل إلى المشاهد دون صخب
أعمال خالدة لا تزال تُشاهد حتى اليوم
من بين أهم أفلامه التي رسّخت اسمه ميرامار – ثرثرة فوق النيل – بين الأطلال – وإني راحلة – أم العروسة وكان آخر ظهور له على الشاشة الكبيرة في فيلم سواق الأوتوبيس الذي اختتم به مسيرته الثرية
