نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر خبير تربوي: التعدي على المعلمين ظاهرة خطيرة تهدد استقرار العملية التعليمية وتتطلب مواجهة حازمة في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - أكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن الفترة الأخيرة شهدت تزايدًا مقلقًا وغير مسبوق في حوادث التعدي على المعلمين داخل المؤسسات التعليمية، سواء من قبل الطلاب أو أولياء الأمور، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا لمكانة المعلم وهيبته، ويقوّض الدور التربوي للمدرسة في بناء الأجيال وصناعة الوعي.
وأوضح "شوقي" أن هذه الظاهرة الخطيرة ترجع إلى مجموعة من الأسباب المتشابكة، يأتي في مقدمتها ضعف القوانين واللوائح التي تضمن الحماية القانونية الكافية للمعلمين، إلى جانب تراجع مكانة المعلم الاجتماعية والنظرة السلبية التي رسختها بعض الأعمال الدرامية والإعلامية، حيث يظهر فيها المعلم في صورة هزلية أو ضعيفة.
وأشار إلى أن من بين الأسباب أيضًا تساهل بعض الإدارات التعليمية في التعامل مع المعتدين على المعلمين، وعدم توقيع عقوبات رادعة بحق الطلاب أو أولياء الأمور المتجاوزين، فضلًا عن تحميل المعلم المسؤولية في مواقف يكون فيها هو الطرف المظلوم، لمجرد تهدئة الرأي العام أو إرضاء أولياء الأمور.
وأضاف أستاذ علم النفس التربوي أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب تحركًا شاملًا على المستويات القانونية والتربوية والمجتمعية، مشددًا على ضرورة تغليظ العقوبات القانونية والإدارية بحق كل من يعتدي على المعلمين، وتفعيل دور نقابات المعلمين في الدفاع عن أعضائها قانونيًا وإعلاميًا.
كما دعا إلى احترام المعلمين في الميدان وعدم توبيخهم علنًا من قبل المسؤولين، وضرورة تضمين المناهج الدراسية قيم احترام المعلم وتقدير جهوده، مع إطلاق حملات إعلامية لإعادة الاعتبار لمكانة المعلم في المجتمع.
وأكد "شوقي" أهمية تدريب المعلمين نفسيًا وتربويًا على كيفية التعامل مع الطلاب ذوي المشكلات السلوكية، وتنظيم لقاءات دورية مع أولياء الأمور لتعزيز الثقة المتبادلة، مطالبًا بزيادة الرواتب والحوافز لضمان حياة كريمة للمعلمين، بما يعزز استقلالهم واحترامهم داخل المجتمع التعليمي.
وختم حديثه بالتأكيد على أن إعادة الهيبة للمعلم هي السبيل الأهم لضبط العملية التعليمية وتحقيق الانضباط داخل المدارس، لأن احترام المعلم هو حجر الأساس لأي إصلاح تعليمي حقيقي.