انتم الان تتابعون خبر اليابان تجدّد رهانها على الطاقة النووية بقيادة ساناي تاكايشي من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الأربعاء 8 أكتوبر 2025 12:24 مساءً - تشهد اليابان مرحلة مفصلية في مسار سياستها الطاقية مع اقتراب وصول أول امرأة إلى رئاسة الوزراء تتبنى سياسات داعمة للطاقة النووية، في تحول يُنتظر أن يترك بصمته العميقة على مستقبل البلاد الاقتصادي والمناخي.
يبرز هذا التحول وسط نقاش واسع حول كيفية تحقيق أمن الطاقة وتقليص الانبعاثات، في وقت تتزايد فيه الضغوط العالمية نحو التحول إلى مصادر أكثر استدامة.
يُعيد هذا المشهد إلى الواجهة جدلاً قديماً حول موقع الطاقة النووية في معادلة الطاقة اليابانية، بعدما ظلت لسنوات موضوعاً حساساً بفعل الذاكرة الثقيلة لكارثة فوكوشيما. ومع ذلك، تتجه المؤشرات نحو إعادة تقييم شاملة، تمزج بين الطموح التكنولوجي والواقعية الاقتصادية.
بحسب تقرير لـ "بلومبيرغ" فإنه:
- من المرجح أن تعمل المرأة التي من المتوقع أن تصبح رئيسة وزراء اليابان المقبلة على إبقاء الطاقة النووية في صميم استراتيجية الطاقة في البلاد، مع تقليل التركيز على مصادر الطاقة المتجددة المتاحة بسهولة مثل الطاقة الشمسية.
- ساناي تاكايشي، الزعيمة المنتخبة حديثا للحزب الحاكم في اليابان، دفعت نحو تسريع تطوير التقنيات النووية المتقدمة، مثل الاندماج، ودعت في السابق إلى جعل البلاد مكتفية ذاتيا بنسبة 100 بالمئة من حيث الطاقة من خلال نشر مفاعلات الجيل التالي.
- سيتواصل الموقف المؤيد للطاقة النووية سياسات الإدارات السابقة، التي دفعت نحو بناء وحدات جديدة وإعادة تشغيل المفاعلات المتوقفة عن العمل بعد كارثة فوكوشيما عام 2011.
ونقل التقرير عن ميكا أوباياشي، مدير معهد الطاقة المتجددة، وهو مركز أبحاث يُشجع على استخدام الطاقة النظيفة، بأنه:
- من المرجح أن تُعطي تاكايشي الأولوية للطاقة النووية كوسيلة للحد من انبعاثات الكربون في اليابان.
- "إنها تريد أمن الطاقة على الطموحات المناخية، والطاقة النووية على مصادر الطاقة المتجددة، والصناعة الوطنية على الشركات العالمية".
أعربت تاكايشي، التي ستصبح أول رئيسة وزراء لليابان، عن قلقها أحيانًا بشأن استخدام الطاقة الشمسية. وقالت المرأة البالغة من العمر 64 عاماً إنها تعارض "زيادة تغطية أرضنا الجميلة بألواح شمسية أجنبية الصنع"، وإنها ستُصلح برامج الدعم الحالية التي تدعم هذا النوع من الطاقة المتجددة. وتستورد اليابان حالياً معظم وحدات الطاقة الشمسية التي تحتاجها من الخارج.
تحول جوهري
من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي المتخصص في قطاع الطاقة، عامر الشوبكي، لموقع "اقتصاد دوت الخليج" إن فوز ساناي تاكايشي في الانتخابات اليابانية يمثل تحولاً جوهرياً في سياسة الطاقة النووية اليابانية، ويعكس في الوقت ذاته اختياراً شعبياً واضحاً باتجاه تعزيز دور الطاقة النووية في مزيج الطاقة الوطني.
يوضح أن هذا الفوز يُعد فرصة ذهبية لتسريع تطوير تقنيات الاندماج النووي والتكنولوجيا المستقبلية، في وقت تشير فيه التقارير إلى أن تاكايشي تعتزم جعل الطاقة النووية في قلب الاستراتيجية الوطنية للطاقة في اليابان، مع تقليل الاعتماد على بعض مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، التي تراها غير مستقرة أو غير كافية لتلبية احتياجات البلاد.
ويضيف الشوبكي أن تاكايشي صرّحت سابقاً بدعمها للجيل الجديد من المفاعلات النووية الآمنة والمتطورة، وتهدف إلى تحقيق اكتفاء ذاتي كامل من الطاقة داخل اليابان من خلال تطوير هذه المفاعلات خلال الجيل المقبل. كما تسعى إلى إعادة توجيه السياسات القديمة التي ركزت على الطاقة الشمسية، لصالح نهج أكثر اعتمادًا على الطاقة النووية باعتبارها مصدرًا مستقرًا وغير متذبذب للطاقة.
ويتابع: "هذا التحول الجديد سيفتح الباب أمام إعادة تمويل ودعم تنظيمي لمشروعات الطاقة النووية والتقنيات المتقدمة"، مشيراً إلى أن اليابان كانت قد أطلقت مؤخراً استراتيجية وطنية للطاقة الاندماجية والنووية تتضمن خارطة طريق لعشر سنوات نحو التصنيع التجاري للطاقة النووية، وهو ما يتوقع أن يتم تسريعه مع وصول تاكايشي إلى القيادة.
ويؤكد أن فوزها يعكس اتجاهاً متنامياً نحو تعزيز الأمن الطاقي وخفض تكاليف الطاقة، ما سينعكس إيجاباً على الاقتصاد الياباني في المدى المتوسط والبعيد، خصوصاً مع التحول بعيداً عن الاعتماد الكبير على واردات النفط والغاز.
ويختتم الشوبكي حديثه بالتأكيد على أن نجاح هذا التوجه يتطلب معالجة واضحة للتحديات المرتبطة بالسلامة النووية والتخلص من النفايات عالية النشاط، إضافة إلى تثقيف الجمهور وضمان الشفافية والمعايير الصارمة للأمان. كما يرى أن اليابان، كونها دولة جزيرية، تسعى من خلال هذه السياسة إلى تحقيق أمن طاقي ذاتي واستراتيجي، معتمدة على استثمارات ضخمة في تقنيات المفاعلات الحديثة الأكثر أمانًا واستدامة.
التحدي الأبرز
في سياق متصل، ربما تحتاج اليابان إلى استبدال ما يقرب من سدس أسطولها القديم من المفاعلات النووية أو تخاطر بفشلها في تحقيق أهدافها المتعلقة بالطاقة بحلول عام 2040، حسب تقرير لـ japantimes.
ووفق اتحاد شركات الطاقة الكهربائية في اليابان، وهو منظمة صناعية، في وثيقة عُرضت في اجتماع لجنة بوزارة التجارة مؤخراً، فإن البلاد ستحتاج إلى استبدال حوالي 5.5 غيغاواط من الطاقة الإنتاجية لتحقيق هدفها المتمثل في أن تُسهم الطاقة الذرية بخمس مزيج الطاقة بحلول السنة المالية 2040. وتمتلك اليابان حالياً 33 مفاعلًا نوويًا عاملًا، وفقًا للرابطة النووية العالمية.
تتطلع الحكومات والشركات عالمياً إلى الطاقة النووية كوسيلة لتلبية الطلب المتزايد على كهرباء نظيفة ومستقرة، مدعومةً بالذكاء الاصطناعي واستخدام مراكز البيانات. حتى اليابان، التي تراجع دعمها لهذا المصدر للطاقة بعد كارثة فوكوشيما النووية عام 2011، غيّرت موقفها وتتطلع إلى إعادة تبني هذه التقنية لتحقيق الأهداف المناخية والصناعية والاقتصادية.
بينما يُفترض استغلال المفاعلات النووية الحالية بكامل طاقتها، سيصل عدد منها إلى 60 عاماً من التشغيل اعتباراً من أربعينيات القرن الحادي والعشرين، وفقاً للوثيقة. وكان هذا هو الحد الأقصى المسموح به لعمر محطات الطاقة النووية قبل سريان قانون في وقت سابق من هذا العام يسمح لها بالعمل لفترات أطول.
قالت شركة كانساي للطاقة الكهربائية الإقليمية في يوليو إنها ستستكشف خيارات بناء مفاعل جديد، وهو الأول منذ عام 2011.
مستقبل جديد
بدورها، تقول أستاذة الاقتصاد والطاقة بالقاهرة الدكتورة وفاء علي، لموقع "اقتصاد دوت الخليج" إن:
- فوز تاكايشي هو تطور يرسم ملامح جديدة لمستقبل الطاقة النووية في اليابان، من خلال ما يمكن تسميته بـ"التحفيز المفرط للقوة النووية" وتجاوز الحاجز النفسي المرتبط بإنشاء مفاعلات نووية جديدة، فضلًا عن إعادة فتح المفاعلات التي أُغلقت بعد حادثة فوكوشيما عام 2011.
- اليابان نجحت حتى الآن في إعادة تشغيل 14 مفاعلًا من أصل 54، ما يعكس توجهاً واضحاً نحو إحياء هذا القطاع الحيوي.
- تاكايشي تُولي أهمية كبرى لملف الطاقة النووية لما له من دور في خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد المناخي، مع وجود رهان قوي في المرحلة المقبلة على زيادة حصة الطاقة النووية في مزيج الطاقة الياباني.
وتلفت إلى أن ثمة تقديرات تشير إلى أن اليابان ستؤمن نحو 20 بالمئة من احتياجاتها الكهربائية من الطاقة النووية بحلول عام 2040، وهو ما يمثل نقلة نوعية في مسار استقلالها الطاقي.
وتتابع أن فوز تاكايشي يُعد انتصارًا حقيقيًا لملف الطاقة النووية، خاصة فيما يتعلق بمشروعات الجيل الجديد من المفاعلات، بما يعزز الاكتفاء الذاتي لليابان ويحد من اعتمادها على مصادر الطاقة الخارجية، موضحة أن تاكايشي تُبدي تفضيلًا واضحًا لتقنيات الاندماج النووي ودعم احتجاز الكربون وتخزينه، بدلًا من التوسع المفرط في مشروعات الطاقة الشمسية.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر اليابان تجدّد رهانها على الطاقة النووية بقيادة ساناي تاكايشي .. في رعاية الله وحفظة