أخبار مصرية

الدكتور هيثم صفوت حمزة لـ "دوت الخليج": جامعة القاهرة توحد العقول لرسم خريطة الذكاء الاصطناعي في مصر

الدكتور هيثم صفوت حمزة لـ "دوت الخليج": جامعة القاهرة توحد العقول لرسم خريطة الذكاء الاصطناعي في مصر

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر الدكتور هيثم صفوت حمزة لـ "دوت الخليج": جامعة القاهرة توحد العقول لرسم خريطة الذكاء الاصطناعي في مصر في المقال التالي

أحمد جودة - القاهرة - انطلقت فعاليات مؤتمر جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس الجامعة، وبمشاركة واسعة من الوزراء والخبراء المحليين والدوليين، وبرعاية من منظمة اليونسكو، والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وعدد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية وشركات التكنولوجيا العالمية.
وشهد الافتتاح حضورًا رفيع المستوى تقدمه الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والدكتورة هالة السعيد مستشار رئيس الجمهورية للتنمية الاقتصادية والرئيس التنفيذي للمؤتمر، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس محمد جبران وزير العمل، والمهندس عادل النجار محافظ الجيزة، والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، إلى جانب رؤساء الجامعات ونوابهم وعمداء الكليات، وممثلي المنظمات الدولية والقطاع الخاص، وعدد كبير من طلاب الجامعات المصرية.
وخلال المؤتمر، أجرت "دوت الخليج" حوارًا حصريًا مع الدكتور هيثم صفوت حمزة، عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة، الذي كشف كواليس الإعداد للمؤتمر، وأهدافه، ودوره في توحيد الجهود الأكاديمية والبحثية داخل الجامعة وخارجها، وصولًا إلى صياغة "وثيقة سياسات جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي".

 بدايةً.. نود أن نتعرف على مراحل الإعداد الأولى لهذا المؤتمر الضخم؟


التحضير للمؤتمر بدأ فعليًا منذ إطلاق استراتيجية جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي في أكتوبر 2024، وهي نقطة انطلاق حقيقية نحو بناء منظومة متكاملة في هذا المجال. أحد أهم ركائز هذه الاستراتيجية هو عقد مؤتمر سنوي يكون منصة لتبادل الخبرات والربط بين الجوانب الأكاديمية من جهة، والقطاعات الحكومية والصناعية من جهة أخرى.
الاستعدادات استغرقت ما يقرب من تسعة أشهر من العمل المتواصل، سواء على مستوى تنظيم الجلسات أو اختيار الموضوعات والمتحدثين. والنتيجة التي نشهدها اليوم تعكس ثمرة هذا الجهد، حيث يضم المؤتمر أكثر من 80 جلسة علمية و300 متحدث يناقشون مختلف قضايا الذكاء الاصطناعي، بما يجعله من أكبر المؤتمرات المتخصصة على مستوى المنطقة.

 وما الدور الذي يلعبه المؤتمر داخل جامعة القاهرة تحديدًا؟


جامعة القاهرة مؤسسة ضخمة تضم 26 كلية ومعهدًا، تمتلك كل منها عقولًا متميزة وإمكانات بشرية وعلمية هائلة. لكن كان ينقصنا دائمًا عنصر الترابط المؤسسي بين الكليات في مجالات الذكاء الاصطناعي.
الرؤية التي أطلقها رئيس الجامعة كانت واضحة: "اتحاد القوى هو السبيل للمنافسة عالميًا". ومن هنا جاء دور المؤتمر في توحيد الجهود البحثية والتعليمية داخل الجامعة. فليس من المنطقي أن تعمل كلية الذكاء الاصطناعي بمعزل عن الطب أو الصيدلة أو الإعلام، لأن الذكاء الاصطناعي أصبح علمًا متداخلًا يربط بين مختلف التخصصات.
من خلال المؤتمر، نؤسس لمنصة تعاون دائم بين كليات الجامعة، بحيث تتكامل إمكانياتها المادية والعلمية والبشرية في مشروع وطني جامع يخدم أهداف الدولة في التحول الرقمي والتنمية المستدامة.

 إلى أي مدى يسهم المؤتمر في ربط الجامعة بالمجتمع الخارجي؟

 

الذكاء الاصطناعي ليس مجالًا أكاديميًا بحتًا، بل هو قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. لذلك حرصنا على أن يكون المؤتمر ملتقى حقيقيًا بين الأكاديميا والصناعة والحكومة.
اليوم رأينا جلسات يشارك فيها ممثلون عن الوزارات المختلفة، ورواد الأعمال، والشركات العالمية، إلى جانب العلماء والباحثين. هذه "المنظومة الشاملة" هي ما نحتاجه لتحقيق تأثير واقعي ومستدام.
كما أن حجم المشاركة هذا العام غير مسبوق، إذ تجاوز عدد الحضور 11 ألف مشارك من مختلف قطاعات الدولة. وهذا الرقم يعكس حجم الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي كأداة لتطوير الاقتصاد والخدمات الحكومية والتعليم والصحة وغيرها.

 ما الأهداف الرئيسية التي يسعى المؤتمر لتحقيقها؟


المؤتمر يستند إلى هدفين أساسيين:
الأول هو تحقيق التكامل الوطني بين مختلف مؤسسات الدولة، من خلال الحوار بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع الأكاديمي. هذا ما تحقق بالفعل في اليوم الأول، حيث جلس الجميع على طاولة واحدة لتبادل الرؤى ووضع تصورات مشتركة.
أما الهدف الثاني فهو مناقشة القضايا الدولية الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل حوكمة البيانات، والخصوصية، وأخلاقيات استخدام الخوارزميات، وهي موضوعات ما زالت محل نقاش عالمي. نحن لا نكتفي بنقل التجارب، بل نشارك فيها بفاعلية عبر خبرات باحثينا ومبادرات الجامعة.
قوة المؤتمر تكمن في أنه لا يكتفي بعرض الأبحاث، بل يطرح حلولًا عملية قابلة للتطبيق في البيئة المصرية والعربية.

 وماذا عن التوصيات المنتظر أن تصدر عن المؤتمر؟
 

غدًا، في ختام الجلسات، سيعلن رئيس جامعة القاهرة عن وثيقة شاملة بعنوان: "وثيقة سياسات جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي"، وهي ثمرة مناقشات اليومين بالكامل.
الوثيقة ستتضمن رؤية الجامعة المستقبلية لكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث العلمي والخدمات المجتمعية، وستكون بمثابة ورقة عمل وطنية يمكن لجميع الجهات الحكومية والخاصة الاستفادة منها.
ما يميز الوثيقة أنها ناتجة عن تفاعل حي بين أكثر من 300 خبير وبدعم من مؤسسات دولية كبرى، ما يجعلها نموذجًا يحتذى به في رسم سياسات الذكاء الاصطناعي على مستوى الجامعات المصرية.

 أخيرًا.. ما الرسالة التي يوجهها المؤتمر إلى شباب الجامعات؟
 

رسالتي لهم أن الذكاء الاصطناعي ليس علم المستقبل، بل علم الحاضر. من يمتلك أدواته اليوم، سيقود الغد.
جامعة القاهرة تسعى إلى إعداد جيل من الخريجين القادرين على تطوير حلول مبتكرة تخدم المجتمع والدولة. هذا المؤتمر هو رسالة مفتوحة لكل طالب وباحث أن الفرصة متاحة أمامه، وأن الجامعة تقف خلفه بكل إمكانياتها.

يختتم الدكتور هيثم صفوت حديثه بالتأكيد على أن مؤتمر جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي يمثل نقطة تحول استراتيجية في مسيرة الجامعة نحو الريادة البحثية والتكنولوجية، مشيرًا إلى أن ما تحقق خلال يوم واحد فقط يعكس وعي الدولة المصرية بأهمية الاستثمار في العقول قبل الأدوات.
فمن خلال هذا المؤتمر، أرست جامعة القاهرة نموذجًا وطنيًا لتكامل الأدوار بين الحكومة والقطاع الخاص والجامعات، بما يعزز مكانة مصر في خريطة الذكاء الاصطناعي العالمية.
ومع قرب الإعلان عن وثيقة سياسات الجامعة، تفتح القاهرة صفحة جديدة من صفحات ريادتها، لتتحول من مجرد منبر أكاديمي إلى مركز فكر وابتكار يقود الحوار الإقليمي حول مستقبل الذكاء الاصطناعي.
إنه مؤتمر ليس فقط لعرض الأبحاث، بل لبناء عقل جماعي وطني يؤمن بأن الذكاء الاصطناعي هو جسر العبور نحو اقتصاد المعرفة، ومستقبل أكثر استدامة وعدالة رقمية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا