أخبار مصرية

المدير التنفيذي لصندوق المبتكرين لـ "دوت الخليج": من لا يتقن الذكاء الاصطناعي سيخرج من المنافسة قريبًا

  • المدير التنفيذي لصندوق المبتكرين لـ "دوت الخليج": من لا يتقن الذكاء الاصطناعي سيخرج من المنافسة قريبًا 1/3
  • المدير التنفيذي لصندوق المبتكرين لـ "دوت الخليج": من لا يتقن الذكاء الاصطناعي سيخرج من المنافسة قريبًا 2/3
  • المدير التنفيذي لصندوق المبتكرين لـ "دوت الخليج": من لا يتقن الذكاء الاصطناعي سيخرج من المنافسة قريبًا 3/3

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر المدير التنفيذي لصندوق المبتكرين لـ "دوت الخليج": من لا يتقن الذكاء الاصطناعي سيخرج من المنافسة قريبًا في المقال التالي

أحمد جودة - القاهرة - احتضنت جامعة القاهرة فعاليات المؤتمر الدولي الأول للذكاء الاصطناعي، الذي أقيم تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ورئيس الجامعة الدكتور محمد سامي عبدالصادق، وبمشاركة رفيعة المستوى من الوزراء والخبراء المحليين والدوليين، وبرعاية من منظمة اليونسكو، والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، إلى جانب عدد من مؤسسات البحث وشركات التكنولوجيا العالمية.
شهد المؤتمر حضورًا واسعًا ضم الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والدكتورة هالة السعيد مستشار رئيس الجمهورية للتنمية الاقتصادية والرئيس التنفيذي للمؤتمر، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والرئيس الشرفي للمؤتمر، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس محمد جبران وزير العمل، إلى جانب محافظي القاهرة والجيزة، وعدد من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات والباحثين والطلاب.
وعلى هامش الفعاليات، أجرت "دوت الخليج" حوارًا خاصًا مع الدكتور هاني عياد، المدير التنفيذي لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، الذي تحدث عن الدور الحيوي للذكاء الاصطناعي في دعم منظومة الابتكار وريادة الأعمال، وكيف يمكن للمبتكرين الاستفادة من أدواته في تطوير أفكارهم وتسريع إنتاجهم، مع التحذير من الاعتماد عليه بشكل غير واعٍ.

501aadfb82.jpg

■ في البداية،  دكتور هاني، ما رؤيتكم لدور الذكاء الاصطناعي في دعم منظومة الابتكار والطلاب المبدعين؟


الذكاء الاصطناعي اليوم لم يعد مجرد تكنولوجيا أو برمجية ذكية، بل أصبح مخرجًا ابتكاريًا في حد ذاته. فعندما نتحدث عن النظم المعرفية أو المولدات الابتكارية (Cognitive AI)، فإننا نتحدث عن أدوات تنتج أفكارًا جديدة، وتعيد تشكيل طرق التفكير والإبداع.
في السابق، إذا أراد مبتكر اختبار فكرة جديدة أو معرفة مدى ملاءمتها للسوق، كان عليه أن ينتظر شهورًا أو حتى سنوات ليحصل على نتائج حقيقية، أما اليوم، بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي، يمكن تحقيق ذلك في غضون ساعات قليلة أو حتى دقائق.
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي بمثابة عامل تسريع للابتكار، فهو يقلل الوقت والجهد اللازمين لتحليل البيانات، واختبار الفرضيات، وتقييم الجدوى السوقية، مما يجعل عملية الابتكار أكثر مرونة وواقعية.

0bdbc932cd.jpg

■ كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير أدوات دراسة السوق لدى المبتكرين؟

في الماضي، كانت دراسة السوق تعتمد على أدوات تقليدية وبحث ميداني مكلف ومضنٍ، وغالبًا ما كانت نتائجه تتأخر وتصبح غير محدثة مع الوقت. لكن اليوم، أصبح بإمكان المبتكر أو رائد الأعمال، عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي، تحليل الأسواق لحظيًا، ومعرفة اتجاهات المستهلكين، وتوقع ردود أفعالهم، وتقدير الأسعار المثلى للمنتج.
الذكاء الاصطناعي يتيح كذلك مقارنة المنتج الجديد مع منافسيه، ودراسة ثغرات السوق، وتحديد الجمهور المستهدف بدقة. هذه القدرة على الوصول إلى نتائج فورية ودقيقة كانت حلمًا بعيد المنال قبل بضع سنوات فقط، لكنها اليوم أصبحت متاحة بسهولة عبر منصات الذكاء الاصطناعي.

■ برأيكم، كيف يمكن للمبتكرين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي دون الوقوع في سلبياته؟

الذكاء الاصطناعي أداة عظيمة إذا استخدمت كوسيلة دعم لا كبديل عن التفكير البشري. هو يعمل على تسريع التحليل وتحسين الدقة، لكنه لا يمكن أن يحل محل الخبرة البشرية أو الإبداع الإنساني.
الخطر الحقيقي يكمن عندما يعتمد المبتكر كليًا على الذكاء الاصطناعي دون وعي أو مراجعة لما يقدمه. يجب أن يظل الإنسان هو من يقود عملية الابتكار، بينما يقوم الذكاء الاصطناعي بدور المساعد التقني الذي يعزز الأداء ويسرع النتائج.
لذلك، على المبتكر أن يتعامل مع الذكاء الاصطناعي باعتباره شريكًا في الإبداع، لا مديرًا للمشروع. لأن فقدان السيطرة على المخرجات أو الاعتماد عليها دون فهم قد يؤدي إلى أخطاء كارثية أو اتجاهات غير مدروسة.

■ هل يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي أصبح منافسًا للإنسان؟

ليس منافسًا بقدر ما هو أداة تفوق وتمكين. لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن من لا يجيد التعامل مع الذكاء الاصطناعي اليوم سيجد نفسه خارج السوق قريبًا.
في الماضي، من لم يكن يجيد استخدام الحاسب أو برامج "الوورد" و"الباوربوينت" كان متأخرًا في بيئة العمل. واليوم، المعيار الجديد هو القدرة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة.
الأسواق العالمية تتغير بسرعة هائلة، والذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من كل منظومة عمل، سواء في البحث العلمي أو التصميم أو التسويق أو حتى التعليم. لذا أؤكد أن امتلاك هذه المهارة لم يعد رفاهية، بل ضرورة للبقاء في المنافسة.

■ وما الرسالة التي توجهها للشباب والمبتكرين المصريين في المرحلة المقبلة؟

المرحلة الحالية في مصر تعد من أغنى الفترات دعمًا للابتكار. فهناك جهود حكومية مكثفة عبر وزارات التعليم العالي والاتصالات والعمل، إلى جانب دعم من الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني.
اليوم، الجامعات المصرية باتت مركزًا للحراك الابتكاري، تنظم مسابقات، وتدعم الحاضنات التكنولوجية، وتشجع على التحول الرقمي وريادة الأعمال.
أنصح الشباب بأن يغتنموا هذه الفرصة النادرة، وأن يطوروا مهاراتهم في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية، لأن السوق القادم يعتمد على الكفاءة التقنية والقدرة على توظيف الأدوات الحديثة بذكاء.
كما أحذرهم من الركون إلى استخدام الذكاء الاصطناعي دون تدريب أو فهم؛ فالفارق بين المستخدم المتميز والمستخدم السطحي هو في مدى الوعي بكيفية توجيه هذه الأدوات لخدمة الفكرة، لا العكس.
المستقبل يفتح ذراعيه لمن يستطيع الدمج بين الإبداع البشري والتكنولوجيا الذكية، ومن يجيد هذا المزيج سيكون في مقدمة الصفوف خلال السنوات المقبلة.

 

يؤكد الدكتور هاني عياد في ختام حديثه أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا إضافيًا، بل أصبح محركًا أساسيًا لمنظومة الابتكار في العالم، وأن الدول التي تدرك هذه الحقيقة وتستثمر في تدريب كوادرها ستتمكن من المنافسة عالميًا.
وأوضح أن صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ يسعى جاهدًا لدعم الكفاءات الشابة، عبر برامج تمويلية وتدريبية ومبادرات تستهدف تحويل الأفكار إلى مشروعات حقيقية تساهم في التنمية الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الصندوق يعمل على دمج أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن برامجه لتسريع عمليات التصميم والتطوير.
واختتم عياد تصريحه برسالة واضحة للطلاب والمبتكرين قائلًا: "أنتم جيل المستقبل، وسلاحكم هو المعرفة. الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عنكم، لكنه أداة تمكّنكم من تحقيق طموحاتكم أسرع وأدق من أي وقت مضى. من يتقن استخدامه سيقود المستقبل، ومن يتجاهله سيتراجع إلى الخلف."
وبذلك، جسّد الحوار رؤية استراتيجية تربط بين الابتكار والذكاء الاصطناعي كقوة دافعة لمستقبل أكثر ذكاءً وإبداعًا في مصر والعالم.

Advertisements

قد تقرأ أيضا