الارشيف / أخبار مصرية

في ذكرى نصر أكتوبر.. تعرف على مدكور أبو العز الطيار الذي أبكى "ديان" وهددته "جولدا مائير" بنسف قريته بدمياط

يحل اليوم الذكرى 46 لانتصار أكتوبر، اليوم الذى استطاعت فيه القوات المسلحة أن تسطر ملحمة قتالية مازالت خالدة في التاريخ، تُدرسها الجامعات المصرية والعالمية، كأحد أهم حروب العصر الحديث، ووصفها بعض المؤرخون، بكونها "معجزة" تحققت في هذا العصر، بتحقيق الجيش المصري نصر على الجيش الإسرائيلى، ونجاحه في استعادة جزء من أرض وطنه "سيناء".

ويحرص المصريون شعبا وقيادة، على إقامة الاحتفالات بذكرى هذا النصر العظيم، والحرص على نشر البهجة وروح النصر، بذكر حكايات وقصص الأبطال، وجنودنا البواسل من القوات المسلحة، الذين سطروا النصر، وحققوا نصر كبير في الحرب.

وفي قصة هذا العام، نسرد حكاية البطل الطيار مدكور أبو العز، الذي أبكي موشي ديان واليهود بعد 40 يوم من النكسة، وطالب برأسه علنا في التلفزيون. وهو أحد الجنود الذين هيأوا النصر خلال حروب الاستنزاف التي سبقت حرب أكتوبر. 

قصة الطيار مدكور أبو العز أحد أبطال حروب الاستنزاف ما قبل أكتوبر  

أطلقت الصحافة الإسرائيلية على مدكور أبو العز لقب "السفاح"، وهددته جولدا مائير بنسف قريته بدمياط، لخططه العسكرية الناجحة.. لم يكن مدكور أبو العز ذو منصب قيادي في الجيش المصري آنذاك، بل أن ولائه وذكائه جعل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يعيده إلى صفوف الجيش بعد إقالته، بسبب وشاية عبد الحكيم عامر له.

مدكور أبو العز.. طيار مقاتل مصري، من مواليد دمياط عام 1918، وهو أصغر ظابط طيار في تاريخ القوات الجوية المصرية عند تخرجه من الكلية الجوية حيث كان عمره 17 عام فقط .. ترأس مدكور أبو العز إدارة الكلية الجوية المصرية وتخرج علي يديه أفضل الطيارين المصريين الذين شاركوا في حرب أكتوبر 1973.

وقبل نكسة يونيو 1967 طلب مدكور أبو العز من الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر إنشاء وبناء دشم ومخابئ للطائرات الحربية المصرية لتفادي ضربها علي الأرض من قبل اليهود الإسرائيليين.. وعندما رفض المشير عبد الحكيم عامر طلبه ، قال له مدكور أبو العز جملته الشهيرة: "من الشرف لقواتنا الجوية أن تفقد إحدى الطائرات في معركة جوية ولكن من العار علينا أن تفقدها وهي رابضة علي الأرض"، بعدها أقاله الرئيس جمال عبد الناصر بعد وشاية من المشير عبد الحكيم عامر، وعينه عبد الناصر محافظا لأسوان.

وبعد نكسة يونيو 1967 مباشرة كان أول قرار للرئيس جمال عبد الناصر هو عودة مدكور أبو العز إلي الجيش المصري وتعيينه قائدا للقوات الجوية المصرية .. وأول شئ فعله مدكور أبو العز بعد توليه منصب قائد القوات الجوية المصرية هو إنشاء وبناء دشم ومخابئ للطائرات الحربية المصرية في كل المطارات الحربية علي مستوي الجمهورية.

جهود مدكور أبو العز في حروب الاستنزاف والتمهيد لحرب 73

قام مدكور أبو العز بوضع مدافع مضادة للطائرات الإسرائيلية في الدلتا والصعيد والبحر الأحمر.. ثم ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ 250 ﻃﺎﺋﺮﺓ حربية مصرية وهم كل ﻣﺎ تبقي ﻣﻦ طائرات القوات الجوية المصرية بعد النكسة، وبعد مرور 40 يوم فقط من نكسة يونيو 1967، نجح أبوالعز في الرد علي اليهود الإسرائيليين بضربة جوية إستهدفت طائرات ومطارات اليهود الإسرائيليين ومراكز قياداته وتشكيلاته في سيناء بدون أن يخسر طائرة مصرية واحدة .. وقد إعترف اليهود الإسرائيليين وقتها بتكبدهم خسائر كبيرة في الأفراد والطائرات الحربية.

وإنتشر الذعر بين الجنود والضباط الإسرائيليين في سيناء، وهددت جولدا مائير بنسف بلدته كفر سعد بدمياط إنتقاما منه بعد ما أطلقت عليه الصحافة الإسرائيلية لقب السفاح المصري، وظهر موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي علي التليفزيون الإسرائيلي وطالب برأس مدكور أبو العز علنا، وبعدها طلب موشي ديان من مصر وقف إطلاق النيران وهدنة.

وفي هذا الوقت، ﺃﺑﻠﻎ المسؤولين المصريين الرئيس جمال ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﺄﻥ موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي يطلب ويتوسل لوقف إطلاق النار قال لهم : "اسألوا مدكور أبوالعز" .. وعندما أبلغوا مدكور أبو العز بكلمات عبد الناصر مال برأسه في إعتزاز وزهو المنتصر وقال: "الآن فقط يمكن وقف إطلاق النار".

وبعد 4 شهور أقاله الرئيس جمال عبدالناصر مرة ثانية لسببين، الأول هو إرتفاع شعبية مدكور أبو العز بين المصريين خصوصا عندما كان في زيارة لمدينة طنطا والأهالي رفعوا سيارته من الأرض فرحا وإحتفالا به ، والسبب الثاني هو لإرضاء الخبراء الروس السوفييت الذين طالبوا بإبعاد مدكور أبو العز عن الجيش المصري وذلك لغروره الشديد وثقته بنفسه وتعاليه عليهم .. وبعد ما أقاله جمال عبد الناصر عينه مستشار له.. وبعد شهر تقدم مدكور باستقالته وفضل الإقامة في قريته بدمياط إلي أن توفي سنة 2006 عن عمر 88 عاما.

Advertisements